بقلم: حمد يوسف
صيحات التحديث ينتظرها الناس بشكل دائم، فلا عجب من ذلك، فمتطلبات الحياة تحتم عليهم التجديد حتى يواكبوا العصر، وهذا التحديث قائم على جميع الأنشطة اليومية، سواء على نطاق الأجهزة أو غيرها. ولكن هل التعاملات اليومية تحتاج إلى إعادة تهيئة ؟ الإجابة نعم؛ لأننا في زمن بحاجة إلى التعايش مع أفكار الناس الجديدة، وهذا ما يحتاجه أطفالنا اليوم: تحديثات متوافقة معهم.
وبالنظر إلى طفل اليوم، فهو شخصية جديدة لها احتياجات وأفكار مختلفة وبحاجة إلى تعامل مطور، فلم يعد يؤثر فيه الصراخ والضرب؛ لأنه سيواجهها بطريقة تؤدي به إلى التمادي ومفعولها آني. إذن، ما هو التحديث المطلوب من الأبوين؟ في البداية، على الآباء التيقن بأن الأطفال هم أكثر عرضة للخطر. وبعد هذا التيقن، تأتي مرحلة الدخول إلى عالمهم بعلاقة حب قائمة على التعامل بالحكمة والفهم.
وفي ما يخص احتياجات الطفل الجديدة في هذا العصر، فهي مختلفة عن السابقة، خاصة الكماليات منها كأجهزة الهاتف، ويعتبرها الطفل من الأولويات في حياته، وهي على العكس، ويمهد توفيرها دون ضوابط أو كيفية التعامل معها، من جانب ولي الأمر أو التوجيه الفعال، بطريقة استخدامها المثلي، لوقوع الطفل في وحل الانحراف إذا وصل إلى التمادي في الاستخدام دون ضابط؛ لذا هو بحاجة أكثر إلى التواصل الفعال الحقيقي العاطفي والبدني.
ومن متطلبات التحديث، الاجتهاد في صناعة شخصية الطفل الواثق من نفسه، وذلك في تعامله مع ذاته والآخرين، وحتى الأصدقاء الجدد الذين يدخلون عالمه الخاص عن طريق العالم الافتراضي. وبعد ذلك، مهم أن تصحب تلك الثقة تربية الطفل على تحمّل المسؤولية واحترام القوانين الواقعية التي تصدر من الأبوين بشرط أن تكون متوافقة مع فهمه.
من أهم شروط هذا التحديث هو الابتعاد قدر الإمكان عن الامتهان وتخويف الطفل وتقديم النصح بطريقة عقيمة؛ فقد قال الدكتور جون جراي في كتابه «الأطفال من الجنة»: «أطفال اليوم مختلفون عن السابق. فهم لا يستجيبون الآن للتربية القائمة على الخوف؛ لأنها تُضعف سيطرة الأب.
قاعدة: إن تقوية الروابط بين أطفالك في زمن الحرية اليوم أهم من التقييد والتهديد، فابدأ بعمل التحديث.
المصدر: العرب القطرية