المولد والنشأة
ولد عام 1953 في محلة الكحلي وهي احدى محلات عنه القديمة، نشأ وسط عائلة ملتزمة تربى فيها على الفضائل، فهو من ابناء المساجد ورواده حيث تادب بادبه والتزم باخلاق المساجد وروادها، فكان يذهب رفقه والده الحاج رشيد الكبع الى المسجد باستمرار منذ صغره، فوالده مؤذن جامع ( بيت الكحلي انذاك)، وقد حافظ الشهيد على حضور الصلوات الخمس وكان يحث الناس على ذلك عملا بقوله تعالى ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى “.
درس الابتدائية والمتوسطة في مدرسة ابن جبير في مدينة عنه القديمة، والتي تخرج منها اكثر العلماء والفقهاء وذوي الكفاءات من اهل الانبار، اما دراسة الاعدادية فكانت في اعدادية عنه للبنين وكان من المتفوقين فيها، ومن ثم اكمل دراسة الجامعة في الجامعة المستنصرية – كلية الاداب – قسم اللغة العربية وتخرج منها سنة 1978 وقد كتب له ان يحج بيت الله الحرام سنة 1991.
طريق الدعوة
تاثر الشهيد يرحمه الله بالحركة الاسلامية ومنهجها وافكارها، وذلك لان منهجهم الوسطية والاعتدال وكان المسؤول الاول له في الحلقات التربوية هو الحاج يوسف البكري رحمه الله في عام 1966 في مدينه عنه القديمة.
قرأ كثيرا لادبيات الدعوة فابتدأها برسائل الامام الشهيد حسن البنا، ثم الشهيد المفسر لا سيما في ظلال القران، وعرج على كتب الفقه والحديث والتفسير وهي من صاغت شخصيته التي اتسمت بشمولية الثقافة الاسلامية.
كان الشهيد رحمه الله تعالى يدعو الى دين الله عز وجل في كل زمان ومكان، من خلال الحلقات التي كانت تعقد بين الاخوة خاصة، وبين عامة الناس عموما، ويحثهم على الالتزام والاخلاص في العمل والجدية في طلب الجنة والاخرة.
فمن بين اعماله في هذا المجال مساهمته الفاعلة بجمع كثير من الاموال لعمارة المساجد واقامة الدورات القرانية فيها والمحافظة على انطلاق الدعوة الى الله من خلال بيوت الله عز وجل.
اليد البيضاء
قام الحاج احمد بادارة الجمعية الحيرية في الانبار، بعد احتلال بغداد مباشرة اذ ان تاسيسها كان في منتصف التسعينيات والعمل الدؤوب كان مستمر فيها، ولما وقعت كارثة الاحتلال ونتج عنها الكثير من الكوارث الاقتصادية والاجتماعية دعت الحاجة الى اعطاء ملف الاغاثة اولوية لدى الشهيد ابي بلال ومن اهم هذه الحالات هو وجود الكثير من الايتام والارامل والمحتاجين والفقراء والمعوزين والمهجرين، فكان الشهيد رحمه الله تعالى بحكم علاقاته الواسعة هو حجر الزاوية في موضوع الكفالات المالية للايتام والمساعدات للارامل والمعونات للمحتاجين والمهجرين.
ومن صور التضحية لديه رحمه الله تعالى انه خرج ذات يوم يسير في سيارته قاصدا السوق للتسوق والتبضع لبيته فوافق في تلك الاثناء وجود امراة مع طفلين وحالتها رثة وقلقة، فعرض عليها ان يوصلها الى بيتها وقت الظهيرة فقبلت ومن خلال الحديث اكتشف انها ارملة ترعى ايتاما وحالتها المالية معدمة، فحوّل وجهة سيره وانطلق الى السوق فاشترى لها بكل ما يملك الاحتياجات الاساسية من ماكل وملبس لاولادها، واوصلها الى بيتها، لاحظ عندما طرقت الباب ان الاطفال الذين خرجوا لاستقبال امهم كانوا عراة بسبب انها لا تملك المال لشراء الملابس لهم، ومن ثم عاد الى بيته دون ان يشتري اي شئ بسبب انفاق جميع ماله على تلك الارملة وعيالها.
نشاطات متنوعة
استطاع الشهيد بعد توفيق الله سبحانه ان يقدم كثيرا من اعمال الخير ومنها عمل وجبات افطار للصائمين في شهر رمضان المبارك لا سيما مآدب افطار لطلاب الاقسام الداخلية ولطلبة العلم وعمل المخيمات والسفرات الترفيهية لشباب المساجد عامة، وشباب مسجد فاطمة الزهراء خصوصا، وانهم يتعلمون في هذه المخيمات والسفرات ضرورة العمل الجماعي وتوزيع المهام والوجبات وطرق بناء الشخصية الاسلامية البناء الصحيح.
قصة استشهاده
في يوم 8/11/2005 كان الحاج احمد صائما الايام الستة من شوال وبعد انتهاء صلاة العصر خرج المصلون من مسجد الشيخ عبد الجليل وجدوا ملصقا قد وضعه المسلحون يدعو الى شن الحرب ضد رجال الحركة الاسلامية ويصفون اعضاءه بالمرتدين ويجب قتلهم، فما كان من الشهيد الا ان اخذته الغيرة على رفاقه واخوانه، فاخذ بتمزيق هذا المنشور بيده امام مرآى من الجميع حيث كان المسلحون يراقبون هذه العملية فجن جنونهم على هذا الفعل، حيث اقتادوا ابا بلال الى جهة مجهولة، وبعد يوم واحد وجد الشهيد في الطب العدلي لمستشفى الرمادي وقد فارق الحياة وعلى جسده اثار تعذيب حيث فارقت روحه الطاهرة الحياة وهي صائمة تشكو الى الله ظلم المعتدين.
رحمك الله يا ابا بلال رحمة واسعة، ورزقك صحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الفردوس الاعلى.. امين.